- مراحل إعداد الإجابة عن الموضوع النظري
- تحرير الموضوع النظري
الموضوع النظري: هو موضوع يقوم على مناقشة والتفكير فى فكرة مطروحة حيث تكمن غايته في إثبات أو برهنة صحة أو خطأ فكرة معينة أو مجموعة أفكار أو إظهار أوجه العلاقة وأوجه التشابه والاختلاف بين مصطلحين قانونيين.
فالموضوع النظري ليس مجرد فرصة لسرد المعلومات خلافا للمحاضرات التي يغلب عليها طابع السرد النظري للمعلومات.
لهذا فإن المعلومات الواردة في المحاضرات ليست أكثر من مادة خام سيستخدمها الطالب عند كتابة الموضوع لإنتاج العمل المطلوب منه.
المنهجية القانونية تعود الطالب على ترتيب وتنسيق أفكاره وتقديمها بشكل سلس وبتسلسل منطقي مبوب.
وكذلك تعوده على الأسلوب القانونيفي الكتابة والقائم على الدقة والاختصار والوضوح وعدم التكرار، وتبعده عن السطحية والأسلوب السردي.
للإجابة عن ذلك لابد من أن نتعرض أولا إلى مراحل إعداد الإجابة عن الموضوع النظري (I)لنمر ثانيا إلى كيفية تحرير الإجابة عن الموضوع النظري (II)
I - مراحل إعداد الإجابة عن الموضوع النظري
- فهم الموضوع
- ضبط المفاهيم والمصطلحات
- حصر الموضوع
- جمع المعلومات
- تحديد الإشكالية –
- وضع المخطط،ويمكن تقسيمها إلى مراحل أولية (أ) ومراحل جوهرية (ب).
أ ـ المراحل الأولية
- فهم الموضوع
- تحديد المصطلحات
- حصر الموضوع وذلك بقراءة الموضوع عدة مرات قراءة متأنية دون تسرع لأن :
- القراءة المتسرعة = إجابة خاطئة حتما.
إذ أن القراءة المتسرعة قد تجعلنا لا ننتبه للكلمات والمصطلحات الواردة في الموضوعبدقة.
في كل موضوع يوجد مصطلح أو مصطلحات قانونية كما توجد بعض المفردات والأحرف، وجميعها ما سيحدد لنا المطلوب في الموضوع ومن أين نبدأ وكيف نحلل.
والقراءة المتأنية غايتها استخراج تلك المصطلحات والمفردات والحروف التي يمكن تصنيفها الى ثلاث أنواع هي :
النوع الأول يمكن أن نسميه "الكلمات المفاتيح":
وهي المصطلحات القانونية الواردة في نص الموضوع، وسميناها بالكلمات المفاتيح لأنها هي التي ستدخلنا في صلب الموضوع، ولأنها المحور الذي سيدور حوله تحليلنا للموضوع، ومن أمثلتها : القاعدة القانونية – العرف – التشريع – فقه القضاء – محكمة التعقيب – مبدأ حياد القاضي – القرائن القانونية – حق الشفعة - …وغيرها الكثير من المصطلحات التي سيتعرض لها الطالب اثناء دراسته.
النوع الثاني يمكن أن نسميه "الكلمات الإطار":
وهي المفردات التي لا تعتبر مصطلحات وسميناها بالكلمات الإطار لأنها هي التي سترسم لنا حدود الموضوع، وتحدد لنا بدقة إطار البحث الذي يجب أن لا نخرج عنه. ومن أمثلتها : " خصائص ـ دور – نجاعة – مبررات – أسباب – شروط – تراجع ـ تفاعل– آثار – ميدان…".
وميزت هذه الكلمات إنها ليست حكرا على اللغة القانونية وهي تحمل نفس المعنى المعروف لها عادة في اللغة العادية.
النوع الثالث وهو الأحرف:
فقد يوجد في نص الموضوع حرف أو أكثر وهذه الحروف تلعب أحيانا دورا كبيرا في تحديد المطلوب في الموضوع.
ويمكن أن يكون الحرف حرف استفهام ولكل حرف استفهام إجابة تختلف عن الآخر، فعندما نسأل لماذا؟ ستكون إجابتنا مختلفة حتما عن أن نسأل ماهي ؟ أو كيف؟ أو أين؟ أو متى؟…ولهذا يجب تحديد السؤال بدقة.
كما يمكن أن يكون حرف عطف مثلالواو (و - أو) فوجود الواو هو الذي سيجعلنا نبحث هل أن الموضوع علاقة أم مقارنة؟
ولهذا يتم التأكيد دائما على ضرورة القراءة الفاحصة للموضوع حتى نستخرج المصطلحات و المفردات والحروف التي ستوجهنا في تحليلنا وتعيننا في حصر الموضوع.
وهذا الأمر سيكون سهلا إذا ركزنا في المرحلتين السابقتين، والغاية من حصر الموضوع ليست فقط تحديد ما هو مطلوب منا.
وإنما أيضا تحديد الإطار العام للموضوع أي تحديد إطاره القانوني أو إطاره التاريخي ويمكن هنا الاستعانة بمخطط المحاضرات، لأن هذا المخطط هو الذي يساعد الطالب في معرفة هيكلية المادة التي يبحث فيها وتقسيماتها وموقع كل موضوع من الدرس : أين يبدأ وأين ينتهي وإلى أي جزء من المحاضرات ينتمي.
وهذه المرحلة ستعيننا في تحديد الفكرة التي سننطلق منها في التحليل وستساعدنا كذلك في الانتقال إلى المراحل الجوهرية للإعداد للموضوع النظري :
ب-المراحل الجوهرية للإعداد الموضوع النظري :
وهي ثلاثة حسب الترتيب الآتي: جمع المعلومات (1) وتحديد الإشكالية (2) ووضع المخطط (3).
1-جمع المعلومات
2-تحديد الإشكالية:
أي أن يوجد أمامنا مصطلح قانوني واحد دون أي كلمة معه مثل:"العرف – مدرسة الشرح على المتون – الشخصية القانونية – الإقرار – الشهادة – الأهلية – التصرف القانوني – الحجة الكتابية – الحرمة الجسدية – الذات المعنوية …الخ".
في هذه الحالة يجب طرح الإشكالية بشكل يشمل الموضوع من جميع جوانبه وتجنب أن نحصر الموضوع في زاوية معينة.
فالمطلق يجب أن يبقي على إطلاقه، لأن حصره قد يؤدي إلى الإنقاص مما هو مطلوب في الموضوع، وهنا يمكن أن تكون الإشكالية (ما هو العرف ؟ مثلا) فهذا السؤال العام يمكننا من الإلمام التام بالموضوع.
ولكن أحيانا- ومن خلال ما جاء في المحاضرات أو من خلال ثقافتنا القانونية- تكون لدينا فكرة محددة عن الإشكالية التي يطرحها مصطلح ما، أو نكون عارفين بأن فيه بعض النقاط الثانوية التي لا تحتاج إلى تحليل، بينما توجد فيه نقطة واحدة هي التي تستوجب البحث والتحليل فعندها يمكننا أن نركز على تلك النقطة، وهذا التخصيص للموضوعوحصره في زاوية معينة يجب أن يتم على أساس اليقين التام.
وللتوضيح لا بد من بيان العناصر التي يتألف منها أي مصطلح قانوني.
إن أي مصطلح قانوني يتألف عادة من ثلاثة عناصر هي: مفهومه وطبيعته القانونية ونظامه القانوني.
*- المفهوم:
- ما مدى التشابه بين كذا –وكذا.
- أو ما مدى الاختلاف بين كذا –وكذا ؟.
- أو هل أن الاختلاف بينهما هو اختلاف مطلق؟
- أو هل أن التطابق بينهما هو تطابق مطلق؟ أو نسبي؟
- أو هل أن كذا – يخضع لنفس النظام القانوني لكذا ؟
- أو هل أن كذا –وكذا - من طبيعة قانونية واحدة؟… إلخ
- ما علاقة كذا ــ بكذا ــ ؟
- أو ما هو تأثيراُ كذا ــ على كذا ــ؟ … الخ.
2-3- موضوع الجملة الإقرارية :
3- وضع المخطط
I I - تحرير الموضوع النظري
أ- تحـــرير المقـدمــة:
ويجب توخي الدقة في تعريف المصطلحات واعتماد التعريفات التي تمتاز بالوضوح والشمولية وتجنب التعريفات الشاذة.
تختلف مكانة هذا العنصر باختلاف الموضوع المطروح فأحيانا يقع الاستغناء عنها لعدم وجود جانب تاريخي في الموضوع. وأحيانا يكون عنصرا أساسيا إذا كان في الموضوع بعد تاريخي، كما أن هذا العنصر يمكن التعرض إليه باختصار.
فوجوده من عدمه مرتبط بالموضوع المطروح علينا, وإذا كان الموضوع يستوجب بسطة تاريخية فعندها يجب التركيز على المحطات التاريخية الرئيسية, دون إطالة.
إبراز أهمية الموضوع:
وهذه الأهمية تختلف باختلاف الموضوع .
فمن المواضيع ماله أهمية نظرية,أي على المستوى الفقهي
. ومنها ماله أهمية عملية, أي على المستوى التطبيقي.
وبعض المواضيع لها أهمية آنية باعتبارها من مواضيع الساعة.
وأخرى لها أهمية تاريخية….
وفي جميع الأحوال لابد من بيان أهمية التطرق إلى الموضوع الذي بين أيدينا, وهذه الأهمية يستطيع الطالب تحديدها من خلال معلوماته النظرية التي استمدها من الدرس أو من ثقافته القانونية.
طرح الإشكالية :
ويكون طرح الإشكالية دائما في صيغة سؤال (…؟) مع التذكير هنا بما سبق وأن قلناه من أن لكل موضوع أسلوب خاص في طرح الإشكالية. ولكل إشكالية إجابة تتناسب مع السؤال الذي طرحناه.
وهذه الإجابة يجب أن تأتي حتما في قالب مخطط.
المخطط :
تعتبر الخطة عنصرا "وجوبيا" وضروريا فهي الإطار الذي سنحرر فيه الموضوع، وهي آخر عنصر في المقدمة. وتمثل الخطة جوابا على الإشكالية التي طرحناها وتبرز موقف الطالب من تلك الإشكالية. وعند عرض الخطة في نهاية المقدمة، نكتفي فقط بذكر جزئيها الرئيسيين (II-I)، أي دون التعرض إلى الفروع (أ و ب).
فالخطة بجزأيها الرئيسيين فقط آخر ما يكتب في المقدمة قبل الانتقال إلى تحرير الأجزاء.
ب- تحرير الأجزاء الرئيسية للموضوع
1-فمن الناحية الشكلية:
يجب أن نراعي عند التحرير المسائل الآتية:
1-1-العنونة:
نظرا لأهمية العنوان فإنه يشترط فيه أن يكون بسيطا، لا تعقيد فيه، واضحا لا غموض فيه، ومعبرا عما سيرد تحته, ويجب أن يوجد في الموضوع القانوني عادة ستة عناوين, اثنان رئيسيان وأربعة فرعية.
1-2- تقديم الفروع :
بعد وضع العناوين الرئيسية (I وII) يجب أن نقدم بسطر أو بسطرين للفروع (أ، ب)، وذلك إما أن يتم في قالب جملة إنشائية تحتوي العناوين الفرعية، أو باستخدام جملة تقنية كالقول بأننا سنتعرض إلى كذا… في (أ) وكذا… في (ب).
1-3- جمل الربط:
وهي جمل تأتي في نهاية كل فرع من الفروع وتهدف إلى تمهيد الانتقال إلى الفرع أو الجزء الموالي.
فعند نهاية تحرير( أ من I ) يجب أن نمهد لـ ( ب من I ) وعند الانتهاء من ( ب من I) يجب أن نمهد( II ) وعند الانتهاء من ( أ من II ) نمهد لـ ( ب من II ) وعند الانتهاء من ( ب منII ) ينتهي الموضوع بدون خاتمة.
وهذه الجمل الانتقالية من المفترض أن تكون سهلة وناتجة من طبيعة الأمور لأن التحرير يقوم على التسلسل المنطقي في عرض الأفكار وعرض المعلومات وهذا التسلسل يفرض حتما أن تؤدي كل فكرة إلى الفكرة التي تليها.
1-4-التوازن:
بما أن الموضوع النظري مجزء إلى عدة أقسام (جزءان رئيسيان وأربعة فروع) فإنه لا بد من أن يتم توزيع الأفكار بشكل متوازن بين تلك الأقسام بحيث لا يقع تركيز الأفكار في قسم دون الآخر، لأن عدم التوازن يعتبر خللا منهجيا.
2 –أما من الناحية الأصلية :
فيجب أن نراعي عند التحرير:
2-1-أن تأتي المعلومات في قالب إجابة عن الإشكالية التي طرحناها.
فالمسألة لا تتعلق بعرض أفكار وإنما بتحليل أفكار.
فعند تحرير الموضوع يجب أن نوظف معلوماتنا وأن لا نقدمها في قالب سرد مجرد.فطالما أن المطلوب هو الإجابة عن الإشكالية فمن المفروض أن تعرض المعلومات بشكل يؤكد صحة أو خطأ فكرة معينة مع البرهنة على ذلك.
2-2-يجب توخي العمق في التحليل والاختصار في العرض وعدم التكرار.
وذلك بالتركيز على المسائل (النقاط) الرئيسية، وتجنب التعرض لنفس الفكرة أكثر من مرة واحدة ولو في أماكن مختلفة لأن التكرار يعني أن المخطط غير صحيح أو أنه على الأقل مصطنع.
تلك هي أهم النقاط التي يجب مراعاتها عند القيام بإعداد موضوع نظري، مع الإشارة في خاتمة هذا العرض إلى مسألتين:
*- إن عدم الإلمام بالمعلومات النظرية سيحول حتما دون التمكن من الإجابة على أيموضوع يطرح علينا، أو على الأقل سيجعل ذلك صعبا.
لذلك يجب التمكن من المعلومات النظرية قبل الخوض في تحليل أي موضوع.
**- إن الطريقة الوحيدة للتمكن من المنهجية القانونية عموما ومنها منهجية الموضوعالنظري هي الممارسة، فيجب على الطالب أن يحاول أكثر من مرة إلى أن يتمكن من المنهجية القانونية، وتصبح مع مرور الأيام أمرا عاديا بالنسبة إليه يمارسه بكل تلقائية ودون مجهود يذكر فإذا كان الأمر يبدو صعبا في بدايته فإن الممارسة هي خير وسيلة لتجاوز تلك الصعوبة.
وأخيـــــرا لا بد من التأكيد على أن قيمة أي موضوع لا تقاس بعدد الصفحات التي يملؤها وإنما تقاس بسهولة الأسلوب ودقة التحليل وثراء الأفكار التي يتضمنها.